مضار الكركديه وتأثيراته على الصحة

الكركديه هو نبات عشبي يشتهر بشايه المميز ذي اللون الأحمر والنكهة الحامضة، ويستخدم في العديد من الثقافات كعلاج طبيعي ومشروب منعش. رغم الفوائد العديدة التي ينسبها له، مثل تحسين ضغط الدم ومضادات الأكسدة، إلا أن هناك العديد من المضار التي قد تنتج عن الإفراط في تناوله أو استخدامه بطريقة غير صحيحة. يتناول هذا المقال بشكل موسع ومفصل مضار الكركديه وتأثيراته السلبية المحتملة على الجسم، مع التركيز على الأبحاث العلمية التي وثقت هذه الأضرار.

تعريف الكركديه ومكوناته الكيميائية

الكركديه هو نبات ينتمي إلى جنس Hibiscus، وأكثر الأنواع استخدامًا هو Hibiscus sabdariffa. يحتوي على مركبات نباتية طبيعية متنوعة منها الأحماض العضوية مثل حمض الستريك والمالييك، بالإضافة إلى الفلافونويدات، الأنثوسيانين، والبوليفينولات، وهي مركبات تمنحه خصائص مضادة للأكسدة.

على الرغم من القيمة الغذائية العالية التي يوفرها الكركديه، فإن بعض هذه المركبات قد تؤثر سلبًا في حالات معينة أو مع جرعات كبيرة.

مضار الكركديه وتأثيره على ضغط الدم

الكركديه معروف بقدرته على خفض ضغط الدم، وهو ما قد يكون مفيدًا للأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم. لكن هذه الخاصية قد تتحول إلى مضار إذا تم تناوله بجرعات عالية أو من قبل الأشخاص الذين يعانون من انخفاض ضغط الدم بالفعل.

• انخفاض ضغط الدم المفرط: تناول كميات كبيرة من الكركديه قد يؤدي إلى هبوط ضغط الدم بشكل حاد، مما يسبب أعراضًا مثل الدوار، الإغماء، والإرهاق.

• تداخل مع أدوية الضغط: قد يتفاعل الكركديه مع أدوية خفض الضغط مثل مثبطات ACE أو مدرات البول، مما يزيد من خطر هبوط الضغط أو تغييرات غير مرغوبة في توازن السوائل.

تأثير الكركديه على الحمل والرضاعة

أظهرت الدراسات أن استهلاك الكركديه بكميات كبيرة خلال فترة الحمل قد يكون له آثار سلبية على الجنين:

• تحفيز انقباضات الرحم: الكركديه قد يحفز تقلصات الرحم، مما قد يؤدي إلى الولادة المبكرة أو الإجهاض، خصوصًا في الأشهر الأولى من الحمل.

• تأثيرات على هرمونات الحمل: بعض الأبحاث تشير إلى أن مركبات الكركديه قد تؤثر على هرمونات الحمل، مما يجعل تناوله غير آمن دون استشارة طبية.

• في فترة الرضاعة: لا توجد دراسات كافية تثبت سلامة الكركديه أثناء الرضاعة، لذلك يُنصح بتجنب تناوله أو تناوله بحذر شديد.

تأثير الكركديه على الكبد والكلى

على الرغم من أن الكركديه يمتلك خصائص مضادة للأكسدة، إلا أن الإفراط في تناوله قد يسبب إجهادًا على الكبد والكلى:

• الكبد: بعض الدراسات الحيوانية أشارت إلى أن جرعات عالية من مستخلص الكركديه قد تؤدي إلى تغييرات في وظائف الكبد، مما يستدعي الحذر في استخدامه من قبل مرضى الكبد.

• الكلى: الكركديه قد يؤثر على توازن الصوديوم والبوتاسيوم في الجسم، مما قد يزيد العبء على الكلى، خصوصًا في حالة المرضى الذين يعانون من مشاكل كلوية مزمنة.

تأثير الكركديه على الجهاز الهضمي

تناول الكركديه بكميات كبيرة قد يؤدي إلى بعض المشكلات الهضمية، منها:

• تهيج المعدة: بسبب احتوائه على أحماض عضوية، قد يسبب الكركديه تهيجًا في بطانة المعدة أو زيادة الحموضة، مما يؤدي إلى حرقة أو عسر هضم.

• الإسهال: الإفراط في شرب شاي الكركديه قد يؤدي إلى اضطرابات في حركة الأمعاء، خاصة لدى الأشخاص ذوي الجهاز الهضمي الحساس.

تفاعلات الكركديه مع الأدوية والمكملات

الكركديه قد يتداخل مع بعض الأدوية والمكملات الغذائية، مما يسبب تأثيرات جانبية غير مرغوبة أو يقلل من فعالية بعض العلاجات:

• الأدوية الخافضة للسكر: الكركديه يمكن أن يخفض مستويات السكر في الدم، مما قد يؤدي إلى هبوط مفاجئ عند تناوله مع أدوية السكري.

• مضادات الالتهاب غير الستيرويدية: قد يزيد الكركديه من تأثير هذه الأدوية على الكلى.

• الأدوية المضادة للتخثر: بعض المكونات النباتية في الكركديه قد تؤثر على قدرة الدم على التجلط، مما يشكل خطرًا عند استخدام أدوية مضادة للتخثر.

الحساسية والآثار الجلدية

قد يعاني بعض الأشخاص من ردود فعل تحسسية تجاه الكركديه، خاصة عند تناوله بجرعات عالية أو عند استخدام مستحضرات تحتوي على مستخلصات الكركديه موضعيًا:

• طفح جلدي وحكة: من الممكن حدوث تهيج جلدي أو طفح بعد التلامس المباشر مع مستخلصات الكركديه.

• تورم واحمرار: في حالات نادرة، قد تسبب الحساسية تورمًا في الوجه أو الشفتين.

ملخص للمضار المحتملة للكركديه

نصائح عامة للحد من مخاطر الكركديه

تجنب الإفراط في تناول الكركديه، والالتزام بالجرعات الموصى بها أمر أساسي لتقليل مخاطره. على الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، الحوامل، أو الذين يتناولون أدوية محددة استشارة الطبيب قبل إضافة الكركديه إلى نظامهم الغذائي. كما ينصح بتجنب شرب الكركديه على معدة فارغة لتقليل احتمالية تهيج المعدة.

الخلاصة

الكركديه على الرغم من فوائده الصحية المتعددة، لا يخلو من مضار محتملة قد تؤثر سلبًا على بعض الفئات أو عند تناوله بكميات كبيرة. الوعي بهذه المخاطر والالتزام بالإرشادات الطبية أمر ضروري للاستفادة من الكركديه بأمان وفعالية. ويظل استشارة الطبيب ضرورة لا غنى عنها قبل الاستخدام المنتظم خصوصًا للأشخاص ذوي الحالات الصحية الخاصة.

المراجع:

1. Hopkins, A.L., et al. (2013). “Hibiscus sabdariffa L.: A phytochemical and pharmacological review.” Food Chemistry, 139(1-4), 180–196.

2. McKay, D.L., & Blumberg, J.B. (2007). “Hibiscus sabdariffa L. tea (tisane) lowers blood pressure in prehypertensive and mildly hypertensive adults.” Journal of Nutrition, 137(2), 269-274.